کد مطلب:240882 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:228

اضربتم عن الذکر صفحا أم أنتم قوم مسرفون
روی الصدوق بإسناده إلی أبی الصلت قال: حضر الرضا علیه السلام مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع فی مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان - و فیه أسئلة و أجوبتها الی أن قال: -

«فقال المأمون: من العترة الطاهرة؟ فقال الرضا علیه السلام: الذین وصفهم الله فی كتابه فقال عزوجل: «إنما یرید الله لیذهب عنكم الرجس أهل البیت و یطهركم تطهیرا»، [1] و هم الذین قال رسول الله صلی الله علیه و آله: إنی مخلف فیكم الثقلین كتاب الله و عترتی أهل بیتی ألا و إنهما لن یفترقا حتی یردا علی الحوض فانظروا كیف تخلفون فیهما، أیها الناس لا تعلموهم؛ فإنهم أعلم منكم. قالت العلماء: أخبرنا یا أباالحسن عن العترة أهم الآل أم غیر الآل؟ فقال الرضا علیه السلام: هم الآل، فقالت العلماء: فهذا رسول الله - صلی الله علیه و آله - یؤثر عنه أنه قال: أمتی آلی، و هؤلاء أصحابه یقولون بالخبر المستفاض الذی لایمكن دفعه، آل محمد أمته.

فقال أبوالحسن علیه السلام: أخبرونی فهل تحرم الصدقة علی الآل؟ فقالوا: نعم، قال: فتحرم علی الأمة، قالوا: لا، قال: هذا فرق بین الآل و الأمة، و یحكم أین یذهب بكم أضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون؟! أما علمتم أنه وقعت الوراثة و الطهارة علی المصطفین المهتدین دون سائرهم؟ قالوا: و من أین یا أباالحسن؟ فقال: من قول الله عزوجل: «و لقد أرسلنا نوحا و إبراهیم و جعلنا فی ذریتهما النبوة و الكتب فمنهم مهتد و كثیر منهم فاسقون» [2] .

فصارت وراثة النبوه و الكتاب للمتهدین دون الفاسقین، أما علمتم أن نوحا حین سأل ربه عزوجل: «فقال رب إن ابنی من أهلی و إن وعدك الحق و أنت أحكم الحكمین». [3] و ذلك ان الله عزوجل وعده أن ینجیه و أهله فقال ربه عزوجل:



[ صفحه 55]



«ینوح إنه لیس من أهلك إنه عمل غیر صالح فلا تسئلن ما لیس لك به علم إنی أعظك أن تكون من الجهلین»...« [4] [5] .

ذكرنا أن الحدیث اشتمل علی مسائل و أجوبتها و لطوله لم نذكره عن آخره سوی مایربط الكلمة المستخرجة منه قوله علیه السلام: «أضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون» اقتباس من قوله تعالی: «أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفین». [6] و لكن المراد بالكلمة شی ء و بالآیة شی ء آخر، لأنه علیه السلام یرید توبیخهم فی ترك تدبرهم القرآن الكریم و علی إفراطهم و إسرافهم عما یحكم به العقل حیث لم یأخذوا لابالنقل و لابالعقل و لا بمقاییسهما الصحیحة حائدین عن البرهان و ما یقصده القرآن و أما الآیة فمعناها أندعكم مهملین لانحتج علیكم بالرسول أو بالإمام الحجج؟ [7] .



[ صفحه 56]




[1] الأحزاب: 33.

[2] الحديد: 26.

[3] هود: 45.

[4] هود: 46.

[5] عيون أخبار الرضا 181 - 180/1.

[6] لزخرف: 5.

[7] تفسر الصاف 523:2.

و الغرض أن الأمة مسؤولة برسولها و إمامها و حججها يوم القيامه.

ثم إن الحديث المشتمل علي السؤال عن العترة الطاهرة و الجواب أنهم الأئمة المعصومون عليهم السلام بنص القرآن كما بينه الرضا عليه السلام و هو من الأحاديث المروية بهذا الصدد التي لامجال لذكرها و لكن من لم يكفه القليل لم يكفه الكثير و إنما المأمون يرمي من وراء المناظرة مع الرضا عليه السلام السوء به و كسره حرصا علي الملك و لايريد التفقه بذلك كما ذكرناه مرارا.